حمة دوبيت طه وريا ( الشكرية والبطاحين )
مدخل لمرابيع طه وراية :
تدور مجريات واحداث القصة في ارض البطانة في اعماق السودان ....
وابطالها هم ( طه البطحاني ) و ( رية بت اب كبس البطحانية ) و ( دكين الشكري ) و ( المك نمر _ نسيب دكين وزوج اخته) و ( الشمة او المكة _ زوجة المك نمر ) و ( ود النعيسان _ داهية من دواهي الجعليين ) ولفيف من البطاحين والشكرية والجعليين .....
القصة ...
تبدء القصة بسماع دكين كبير الشكرية وسيدها عن رية البطحانية زات الحسب والنسب والسيط الواسع ....
فيسعى جاهدا للزواج بها ....
ولكن رية كانت شبه مخطوبة لطه ابن عمها فارس البطاحين وبينهما من الود الكثير ....
حتي يأتي يوما يحضر فيه دكين الي ارض البطاحين ويقابل رية علي مفترق طرق ... وتكرمه ايما اكرام ومن خلفها ابن عمها طه ....
ويذهب دكين الي حال سبيله ثم يعود خاطبا رية ....
فيخبره كبراء البطاحين ان ريه لطه وهذا امر مقضي وما اخر زواجهما هو موت ( اب كبس ) والد رية فقط لاغير ...
ولكن دكين ولعظم قبيلته _ الشكرية _ وشدة بأسها يأبى الا الزواج بها ...
مما سبب الكثير من الانقاسمات داخل البطاحين ...
ولكن طه بحكمة قرر اخذ ريه والجوء الي المك نمر في شندي محاولا عدم جر قبيلته الي الخراب ....
وفعلا تحرك طه بصحبة ريه الي شندي وفي الطريق لحقه دكين مع فارسين وخيره بين ان يترك رية او يقتله ....
فأبت نفس طه الا القتال ....
وتطاول الفارسين علي طه ايما تطاول ....
وبدأت المبارزة بين الاسدين ....
طه اسد البطاحين ... ودكين اسد الشكرية
وبعد طعان طويل تمكن طه من دكين وقتله ....
وعند ذالك القى الفارسين سيفهما خلف رية واحتموا بها من طه فعفي عنهم ...
بل وحملهم جثة دكين وكل متعلقاته .....
وهنا تختلف الوقائع وتشتد ....
فهو ذاهب ليحتمي بزوج اخت دكين والان هو قد قتل دكين ....
فأذا عاد ابيدت قبيلته واذا تقدم قتل ...
ولكنه اختار التقدم ووصل الي شندي وروي للمك نمر ما حدث وطلب منه ان يأخذ بقصاص نسيبه على ان يحمي رية من الشكرية ...
فجمع المك نمر كبار اهلها وشاورهم وعقدو امرهم ان طه كان يدافع عن نفسه واهله ...
واكرمو طه بل وعقدو له حراسة علي خيمته ....
هنا وصل الخبر الي الشكرية ونزل عليهم نزول الصاعقة ....
فجمعوا عدتهم وجحافلهم وتوجهوا الي شندي طالبين طه ...
وعندما علموا ان المك نمر قد كفله وضمنه واعطاه جواره ثارة ثورتهم واقسموا ان ينالوا طه او يقاتلوا حتي الفناء ....
ووصلوا الي شندي وقابلوا المك نمر وحدث لمتوقع رفض المك نقد عهده مع طه ... بل وكال السباب للشكرية ... ونعتهم بالرعاة حالبي الابل وقاطعي الطريق ...
واشتد الامر وكادت تقع الواقعة
لولا ....
الشمة او المكة زوجة المك .....
فهي لو ربح المك نمر خسرة ابيها واخوتها ....
ولو ربح الشكرية خسرة زوجها واولادها ....
فأعملت الحنكة واستدعت داهية يسمي _ود النعيسان _ واعطته طبقين من الذهب ....
وامرته بحل هذه العقدة ....
فذهب الي الشكرية وجلس معهم وواساهم واخبرهم ان ما حدث في حضرة المك نمر ماهو الا من شيطان الغضب وان المك نمر خارج في اسره ليعتزر للشكرية وان طه لا يساوي دكين حتي لو قتل وانه اقل قدر من ان يعادل دمه دم دكين ... وهدئهم تماما ....
بل واخبرهم ان يخرجوا هم اولا لملاقة المك قبل وصوله ليفوز بالفضل عليه ...
ثم خرج ود النعيسان مسرعا .... الي المك نمر ...
واخبره ان الشكرية ندموا علي مافعلوا معه وانهم خارجين في اثره للاعتزار له وانه يفضل لو خرج المك نمر اولا ليفوز لافضل عليهم ...
فخرج الاثنين وتقابلا في منتصف الطريق وتصافت النفوس .....
وعفى الشكرية عن طه ....
قال طه :
أخوك يا ريا وكت الخيول بدبكن
أخوك يا ريا وكت الرماح يتشبكن
اخوك جبل الثبات وكت القواسي بحبكن
كم بكيت وكم قشيت دموع الببكن
قالت ريا
وراك اسود علي ما نمت اسع طيب
قال طه
بسم الله قولي اخوك طيب
نصيح وشديد حاضر قلبي ماهو مغيب
إلا الشفتو في النوم من هوايله يشيب
الزول في الصحي مخدوم عليه شقاهو
وإن غمض شويه تجي الهموم لاحقاهو
الصف ابلبوس انا ما بخافو لقاهو
ياليت الحلم في صحيا كان بلقاهو ...
قالت ريا
كعب نوم النهار أمس العصير كنت نايمه
رأيت قدام الفريقنا أشوف صقوراً حايمه
كبيرن غار علي من نومي تبيت قايمه
صحيت مهجومه لا مفصل ولا في القايمه
قاليها طه : وانتي كمان رأيتي صقور عباره غريبه
علامتا كافية ظنيت الحكايه قريبه
هاك مني الصحيح الما بتدخلو الريبه
هادي الحله بي عيني أشوف تخريبه
قالت ريا
تف الشينه ليه فاجعني ليه يا طه
انت الدغري وانت الكاشفه ياك غطاها
كان الدنيا هادي العقبة تتخطاها
ما بضلل سماها وما ابتشيلني وطاها
وقعدت ريا تبكي
رد عليها طه وقال
ما بفيد البكاء وكلامي احسن تنسي
قالت ليه ريا
كيف ما ابكي وكيف افوت مراتع انسي
افقد كل شي عزي ورجالي وانسي
تطلق فوقي نار عقبان تقول لي انسي ..
كنا في سيرة لقاء طه وريا وهم بيحكوا لي بعض قصة الحلم
قال طه : فال الخير أخير ما شفنا شيناً جدت
كلا لشفنا أحلام في طريقه إتعدت
قبل الليلة إيد لحمان قطْ ما اتمدت
ما بنهد شرفنا لو السماء إنهدت
قالت ريا :
خير إنشاء الله خير والخير مساك وصباحك
والفال السمح فالك يضوي مراحك
بالضيفان أشوف عامر تملي مراحك
شينك ما أشوف وأشوف هناك و أفراحك
قال طه
خير الزول يقول مهما الامر يتهول
قالوا الناس علي فالو الحلم يتأول
غاية الحي فناه إن كان قرب إن طول
يترك ذكرو والناس الوري بتتقول
قالت ريا :
وريني الحلم التورك مزهول
قال طه : أصبري لي أروق حبل الفكرمبهول
احكيلك شنو الشفتو والله مهول
شفت الوحده شفت النار وشفت الهول
أحكيلك تمام الشفتو ما بتغابه
جايين العصير أنا وإنتي من الغابه
سايقه ليك بهم قدامي بي رقابه
بينا والفريق إتولعت تقابه
قدر ما نشوف قدامنا نلقي حريق
وقت النار علت ما شفنا تاني فريق
باصرنا المروق ما لقينا لينا طريق
تشكي من عطش واخوك يابس ريق
فترتي قعدتي ,انا محتار جلست وراكى
حاقبه الدرقة ختيت سيفي فوق أوراكى
وكت بعد البهم لى قسعو قمتى براكى
غسعتي وجيتي ومعاك كور صقور تبراكى
تبت بي عجل شافنى جفلن و طارن
غابن من عيوني وفي اللعوت اتضارن
ما غابن كتير جن يقدلن يتبارن
قدامن كبيرن عينني وغارن
سل السيف ولاقاهن أخوك يالضامره
تور عنز أم هشيم الفي المجامع دامره
سيل تلوى اندفق فوقو السحائب هامره
حجر الصاقعه فرتاك الصفوف العامره
بادرني الكبير ديك إستعدن وقفن
ما مهلتو طار راسو وجناحي يرفن
طارن ديك وقت بي ريشو رقد اتكفن
سأبقي بالاخاء لكم وفيا
فأنتم رفقتي وضياء دربي
سأحياء بالصفاء لكم شريكا
وأذكر وصلكم في جوف ليلي
سيبقي عهدنا حتي الممات
ونرجو رفقة بجنان ربي
تهب نسائم الاحباب تدنو
ويحملها لكم ودي وحبي