[b]
لوتدرى الخيل .. ان جقلبتها تصنع بطلا" من حماد ... لما جقلبت .. وارتضت لنفسها حكمه بطلها حماد ...
ولكان (عباس ) يدرى انه كيس عبوه فارغه ... لبسكويت ردئ الصنع ... يحمله الريح من احدى القرى المجاوره ...
لما ركض خلفه
..كان يظنها ورقه فئة الخمسين جنيه ... عاد يلهث من الطرف الاخر للقريه ... بعد ان اشفقت عليه
احدى شجيرات اللعوت .. وامسكت له باطرافها الحاده ... الكنز المزيف ... عاد وهو يغنى ..
وهو كالعاده متفائل
وهو يسير... شعر بالهواء ياتيه باردا" بين فخذيه .!!! فتحسس مكان تلك الرطوبه !! يا الله ...!! ان بنطلونه قد تمزق
وهو يقفز فى تلك الرحله الفاشله ... قد تمزق .. ولم يمضى على حياكته يومين بعد ان جذبه منه ( على ) ..
وهو يهم بالركوع فى صلاة العصر ... و( على ) ... ذلك الطفل الخلاسى المحبوب.. المبروك .. حباه الله بابتسامة
لا تفارقه ... وهو مصدر فال عند بعضهم ...
عذرا" ... امى
قد هلك شيخك .. دجاجى ..تبقى لى دجاجتين ... وديك ..مضى اسبوع وانا استنشق .. بخراته .ولا زالت استاذة الرياضيات
تضربنى ..لشرودى ..لا املك شى حتى يحرسنى .. جان كما يزعم
..دارت تلك الخواطر براس عباس .. بعد ان طلبت منه
امه .. بتعليمات حاده ..مثل صول فى معسكر للجيش ..ان يبتاع احدى دجاجاته ويذهب غدا" لزيارة الشيخ ... ووالدته
تعبر عن حبها له بطريقة خشنه ..مما يجعله يتذمر من ذلك الحب
..استلقى على سريره ..والنسيم يعبر من فتحة الابريق
بجوار راسه .. يصدر موسيقى خرساء ..وعباس له طقوس يعلمها وحده ..يضع ملابس المدرسه تحت وسادته .. للمكوه
ويعشق منتجات القمح .. ويطربه صوت الطاحونه ... يترجمه باحساس ..لايوجد حتى عند ( بتهوفن ) ..تجده يغنى معها
للدفاع الشعبى ... وعثمان حسين ..مما يجعل والدته .. تؤكد فحوصات شيخها ..( سجمى دا .. جن البقر البقولو )
ولم يكن هذا الجن .. سوى ان ( عباس ) يدشن مزاجه بسفة تمباك عالى الجوده ..وهو حديث العهد بذلك
بل يعيش باية المراهقه .. وهذا الجانب .. لم تكتشفه امه .. كان يرسم على كل حائط .. قلب ويخترقه سهم ..
وعباس .. خليط من الدروشه .. والاغنيات السريعه .... وحين ضاقت عليه ..... كانت الشمس تشتد .. حتى يخيل لك
ان امامك .. ماء .. من شدة الرهاب ... كان عباس يغادر ..القريه .. فى صمت القبور .. اخر من راه ..( حاجه بخيته )
حيث اعطاها .. شنطة المدرسه .. وحجاب من شيخ امه ... وشرب كوب من الماء ... ومضى