قصيده تعتبر من الشعر التراجيدي وهي تصور حال سيده حره مكر بها الزمان والجمها الفقر بعد أن فارقها زوجها تاركا لها امها الطاعنه في السن وطفلتها المريضه وبعد ان اصابها العوز واوصد المحسنين ابوابهم في وجها صارت امام خيارين أحلاهما مر حياه إبنتها او موت شرفها واختارت الثاني ....والان أنظروا ماذا حدث لها....
ويح الفقير فما تراه يلاقي سدت عليه منافذ الأرزاق
عصفت به وبريحه سرب الشقا فتساقطوا كتساقط الاوراق
فإذا بصرت به عجبت لشمعة كالزعفران تجول في الاسواق
علق المجاعة مصّ بعض دمائه وتعسف الحكام مصّ الباقي
أخذ الشقا يدها فسارت خلفه والليل ممدود على الآفاق
سارت فماس الخيزران بقدها ورنت فذاب السحر في الاحداق
وتلوح آثار النعيم بخدها كالفجر قبل تكامل الإشراق
أخذ الشقا يدها فإن هي فكرت بمصيرها صعقت من الاشفاق
ووهت عزيمتها فألقت نفسها فوق الثرى وشكت إلى الخلاق
تشكوا بمدمعها وذل فؤادها وبما تحس به من الإحراق
يا رب قالت وهي جاثية له إن شئت حل من الحياة وثاقي
قد عشت عمري ما عرفت بريبة وعبدت بعدك عفتي وخلاقي
والآن والأيام ملأى بالأذى قد اصبحت وقرا على الأعناق
زوجي يحارب في التخوم وطفلتي فوق الفراش تزيد في ارهاقي
من أمها تبغي الغذاء لجسمها من أمها تبغي الدواء الواقي
وطرقت أبواب الكرام فأوصدوا أبوابهم فرجعت بالإخفاق
سام الفتى عرضي فيالك من فتى كاسي الغنى عار عن الأخلاق
هب أن أختك والزمان أصابها مثلي أصابت سافل الأعراق
أفكان سرك أن ترى إحسانه ثمن العفاف لضمة وعناق
خفف على عنقي الضعيفة واتئد إني رأيتك آخذ بخناقي
إن الريال غنى ولكن عفتي فوق الغنى ونفائس الأعلاق
أأصون عرضي وابنتي وحياتها وعلاجها يحتاج للإنفاق
أنا إن أعف قتلتها فعلام لا تحيا بماء تعففي المهراق
لا لا تموت فإنها لبريئة حسناء ما شبت عن الأطواق
إني مفارقة إبنتي أو عفتي فعلى كلا الحالين مر فراق
والذنب للأيام في حدثانها والذنب للأخلاق غير رواقي
رباه حلمك فالمصائب جمة وأنا بواحدة يضيق نطاقي
لو شأت موتا لإبنتي لأخذتها وجعلت طهري قدوة لرفاقي
لكن أردت بقاءها وأردت لي فقري أتظمئني وأنت الساقي
ستعيش بنتي وليكن ما شأته ستعيش لكن من لهى العشاق
ومشت لموعده بماء جفونها القرحى وجمر فؤادها الخفاق
لو صوروا اللؤم الذميم فمثلوا ذاك الفتى عدّوا من الحذاق
ترعى السفالة في مجاهل قلبه وتطل إن شبعت من الآماق
ومتى يحاول حجب مكنوناته يلبس محياه حجاب نفاق
حتى إذا اختليا انثنى بوصالها وقد انثنت برياله البراق
قنص الفتاة بفقرها وشقائها وبما تكابد من أسى وتلاقي
رجعت وفي يدها الريال ورأسها لحيائها متواصل الإطراق
وكأنها خطرت لها ابنتها وما تلقاه من ألم الطوى المقلاق
فأصابها مثل الجنون فتمتمت بشراك إني عدت بالترياق
هو ذا الريال فإنه نعم الذي يهب الشفاء لنا ونعم الراق
هو ذا الريال وقد تألق ماحق دجن الهموم وقد أردن محاقي
هو ذا الريال ولم يكن لولا إبنتي ليسومني نكرا على الإطلاق
ومضت إلى الطباخ تلجم ما بها لفتاتها من لاعج الأشواق
قالت وأعطته الريال ألا إعطنتي بعض الغذا واردد علي الباقي
اسرع فإنك إن تأخرني تذق من جوعها بنتي أمر مذاق
نقف الريال بإصبعيه وجسه وإنهال بالإرعاد والإبراق
قبحا لوجهك.... سيدي أتسبني! عفوا وتحسبني من السراق
لا فالريال مزيف ...أمزيف؟ صاحت وقد سقطت من الإرهاق
سقطت على قدم الشقا فبكت لها عين العلى ومكارم الأخلاق
وبكى عفاف الآنسات عفافها خلل السجوف بمدمع مهراق
يا طير عفتها فديتك طائرا هلا حذرت حبائل الفساق
طلعت عليها الشمس وهي سجية وفتاتها ضيف على الأسواق
أما الأثيم فلا تزال شباكه منصوبة لنواعس الأحداق
يسقي الرحيق بأكؤس ولواحظ والله يكلأ (وهو نعم الواقي)