]زهد سيدنا علي بن أبي طالب
روي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله لعلي: "إنّ الله قد زيّنك بزينة لم يزين العباد بزينة أحبَّ منها، هي زينة الأبرار عند الله، الزهد في الدنيا. فجعلك لا ترزأ من الدنيا "أي لا يصيب من الدنيا" ولا ترزأ الدنيا منك شيئًا، ووصب لك المساكين "أي أدام لك المساكين" فجعلك ترضى بهم أتباعًا ويرضون بك إمامًا".
وجاءه ابن التياح فقال: يا أمير المؤمنين امتلأ بيت المال من صفراء وبيضاء. فقال: الله أكبر فقام متوكئًا على ابن التياح حتى قام على بيت المال وهو يقول: يا صفراء ويا بيضاء غُري غيري، هاء وهاء، حتى ما بقي فيه دينار ولا درهم. ثم أمر بنضحه وصلى فيه ركعتين.
وروي أنه دخل مرة بيت المال فرأى فيه شيئًا، فقال: لا أرى هذا هنا وبالناس حاجة إليه، فأمر به فقُسّم، وامر بالبيت فكنس، ونضحَ فصلى فيه أو نام فيه.
وصعد رضي الله عنه يومًا المنبر، وقال: من يشتري مني سيفي هذا، فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته، فقام إليه رجل وقال: أسلفك ثمن إزار.منتدبات اهل السنة والجماعة
واشترى مرة تمرًا بدرهم فحمله في ملحفته فقيل له: يا أمير المؤمنين ألا نحمله عنك فقال: أبو العيال أحق بحمله. وعوتب في لباسه، فقال: مالكم وللباسي هذا هو أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي به المسلم.